الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } يعني: بعضهم على دين بعض وبعضهم معين لبعض في الطاعة { يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } يعني: بالإيمان واتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } يعني: عن الشرك { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ } يعين: يقرون بها ويقيمونها { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ } أي ويقرون بها ويؤدونها قوله: { وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يعني: يطيعون الله في فرائضه ويطيعون الرسول في السنن وفيما بَيَّنَ { أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } يعني ينجيهم الله من العذاب الأليم { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } في أمره، حكم للمؤمنين بالجنة وللكافرين بالنار قال الفقيه: ذكر عن أبي سعيد الفاريابي أنه قال: سيرحمهم الله في خمسة مواضع: عند الموت وسكراته، وفي القبر وظلماته، وعند الكتاب وحسراته، وعند الميزان ونداماته، وعند الوقوف بين يدي الله تعالى وسؤالاته. قوله تعالى: { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } أي: المصدقين من الرجال والمصدقات من النساء { جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَـٰكِنَ طَيّبَةً } يعني: منازل طاهرة تطيب فيها النفس { فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } في قصور من الدُّر والياقوت.

وقال الفقيه: حدثنا محمد بن الفضل وعبد الله بن محمد قالا حدثنا فارس بن مردويه قال: حدثنا محمد بن الفضيل العابد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا سفيان بن حصين عن يعلى ابن مسلم عن مجاهد قال: قرأ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } فقال هل تدرون ما جنات عدن؟ قال: قصر في الجنة من ذهب له خمسمائة ألف باب وعلى كل باب خمسة وعشرون ألفاً من الحور العين لا يدخلها إلا نبي. وهنيئاً لصاحب القبر وأشار الى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو صديقٍ وهنيئاً لأبي بكر أو شهيد. وأنَّى لعمر بالشهادة. ثم قال: { وَرِضْوٰنٌ مّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } يقول رضاء الرب عنهم أعظم مما هم فيه من الثواب والنعيم في الجنة { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } يعني: النجاة الوافرة. قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ... }