الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } يعني إن لم تنصروه وتخرجوا معه إلى غزوة تبوك فالله ينصره كما نصره { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني: كفار مكة من مكة { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } يعني كان واحداً من اثنين يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر رضي الله عنه ولم يكن معهما غيرهما. فنصرهما الله تعالى { إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ } وذلك حين أراد أهل مكة قتله فهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة فجاء النبي - عليه السلام - إلى بيت أبي بكر فلم يجده فجلس إلى أن جاء أبو بكر فقبَّل رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال مالك بأبي أنت وأمي؟ قال " ما أرى قريشاً إلا قَاتلي " فقال أبي بكر دمي دون دمك ونفسي دون نفسك لا يصنع بك شيء حتى يبدأ بي. فقال " اخل بي " قال أبو بكر ليس بك عين إنَّما هما ابنتاي أسماء وعائشة قال " قَد أذن لي بالخروج من مكة " فقال أبو بكر يا رسول الله إن عندي بعيرين حبستهما للخروج فخذ أحدهما واركبه. قال " لا آخذه إلا بالثمن " فأخذه بالثمن وهي ناقته القصوى فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - علياً بن أبي طالب بأن يبيت مكانه، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر حتى أتيا جبل ثور جبل بأسفل مكة.

قال الفقيه حدثنا أبو جعفر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل القاضي. قال حدثنا يحيى بن أبي طالب عن عبد الرحمن ابن إبراهيم الرازي قال حدثنا الفرات عن ميمون بن مهران عن عتبة بن محصن عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال: والله لليلة من أبي بكر خير من عمر وآل عمر. فقيل وأي ليلة هي؟ قال لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هارباً من أهل مكة ليلاً فتبعه أبو بكر فجعل أبو بكر يمشي أمامه مرة ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرةً عن يساره. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ما هذا يا أبا بكر؟ " قال يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك. وأذكر الطلب فأكون خلفك ومرة عن يمينك وعن يسارك لا آمن عليك. قال فمشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت. فلما رآها أبو بكر أنها قد حفيت حمله على عاتقه وجعل يشتد به حتى أتى فم الغار.

السابقالتالي
2 3