الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } يعني ويراه رسوله ويراه المؤمنون. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الناس قد أحسنوا القول كلهم. فمن وافق قوله فعله فذلك الذي أصاب حظه ومن خالف قوله فعله فإنما يذبح نفسه. { وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } يعني يوم القيامة { فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا. قوله { وَءاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ } يعني موقوفون لأمر الله. وقال القتبي: مؤخرون على أمر الله. ويقال: متروكون لأمر الله ماذا يأمر الله تعالى لهم. ويقال مؤخر أمرهم ولم يتبين شيء. فنزلت هذه الآية في الثلاثة الذين تخلفوا وهم: كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة ابن الربيع. ثم بين توبتهم في الآية التي بعدها: { وَعَلَى ٱلثَّلَـٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلّفُواْ }. قرأ حمزة والكسائي ونافع مُرْجَوْنَ بغير همز. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالهمز. واختلف عن عاصم وابن عامر. وأصله من التأخير. { إِمَّا يُعَذّبُهُمْ } بتخلفهم { وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ } يعني يتجاوز عنهم { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بهم { حَكِيمٌ } يحكم في أمرهم ما يشاء. قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ... }