الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } * { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } * { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ }

قال { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ } يعني: فليعتبر الإنسان من ماذا خلق قال بعضهم نزلت في شأن أبي طالب، ويقال نزلت في جميع من أنكر البعث ثم بين أول خلقهم ليعتبروا فقال { خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ } يعني: من ماء مهراق في رحم الأم ويقال دافق بمعنى مدفوق كقولهفَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [القارعة:7] أي مرضية ثم قال { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَائِبِ } يعني: خلق من مائين من ماء الأب يخرج من بين الصلب ومن ماء الأم يخرج من الترائب والترائب موضع القلادة كما قال امرؤ القيس:
مهفهفة بيضاء غير مغاضة   ترائبها مصقولة كالسجنجل
ثم قال { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } يعني: على بعثه وإعادته بعد الموت لقادر، ويقال على رجعه إلى صلب الآباء وترائب الأمهات لقادر والتفسير الأول أصح لأنه قال { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } يعني: تظهر الضماير ويقال يختبر السرائر { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } يعني: ليس له قوة يدفع العذاب عن نفسه ولا مانع يمنع العذاب عنه.