الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ }

قوله تعالى: { وَٱلسَّمَاء ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } يعني: ذات النجوم والكواكب ويقال ذات القصور وقال عطية العوفي كان القصور في السماء على أبوابه قال قتادة البروج النجوم وكذلك قال مجاهد أقسم الله تعالى بالسماء ذات البروج وجواب القسم قوله تعالىإِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [البروج:12] ثم قال: { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } يعني: يوم القيامة، قال مقاتل اليوم الموعود الذي وعدهم أن يصيرهم إليه وقال الكلبي وعد أهل السماء وأهل الأرض أن يصيروا إلى ذلك اليوم { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ } ذكر مقاتل عن علي رضي الله عنه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر يوم الحج الأكبر وروي عن ابن عباس أنه قال الشاهد محمد - صلى الله عليه وسلم - كقوله تعالى:وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [النساء:41] والمشهود يوم القيامة كقوله تعالىوَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [هود:103] وروى جويبر عن الضحاك مثله وروى أبو صالح عن ابن عباس قال " الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة " وروى سعيد بن المسيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " سيد الأيام يوم الجمعة وهو شاهد ومشهود يوم عرفة " وروى جابر بن عبد الله قال " الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة " وروى مجاهد عن ابن عباس قال الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة وقال عكرمة مثله وقال بعضهم الشاهد آدم والمشهود ذريته ثم قال عز وجل: { قُتِلَ أَصْحَـٰبُ ٱلأُخْدُودِ } يعني: لعن أصحاب الأخدود { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } يعني: يصيرون إلى النار ذات الوقود في الآخرة وقال الكلبي النار ارتفعت فوقهم أربعين ذراعاً فوقعت عليهم وأحرقتهم وقتلتهم وذلك قوله قتل أصحاب الأُخدود النار ذات الوقود قال حدثنا أبو جعفر حدثنا علي بن أحمد قال حدثنا محمد بن الفضل حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد ابن سلمة ثنا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحاب الأخدود فقال كان ملكاً من الملوك كان له ساحر فكبر الساحر فقال للملك إني قد كبرت فلو نظرت غلاماً في أهلك فطناً كيساً فعلمته على هذا فنظر إلى غلام من أهله كيس فطن فأمره أن يأتيه ويلزمه وكان بين منزل الغلام ومنزل الساحر راهب فقال الغلام لو دخلت على هذا الراهب وسمعت من كلامه فدخل عليه فأعجبه قوله وكان أهله إذا بعثوه إلى الساحر دخل الغلام على الراهب واحتبس عنده فإذا أتى الساحر ضربه وقال ما حبسك فإذا رجع من عند الساحر إلى أهله دخل على الراهب فاحتبس عنده. فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك فشكى ذلك إلى الراهب فقال له الراهب إذا قالوا لك ما حبسك فقل حبسني الساحر وإذا قال لك الساحر ما حبسك فقل حبسني أهلي فبينما هو ذات يوم يريد الساحر إذا هو بدابة هائلة يعني كبيرة قد قطعت الطريق على الناس فقال اليوم يتبين لي أمر الراهب فأخذ حجراً ودنا من الدابة فقال اللهم إن كان أمر الراهب حقاً فاقتل هذه الدابة ورماها بالحجر فأصاب مقتلها فقتلها فقال الناس إن هذا الغلام قتل هذه الدابة واشتهر أمره فأتى الراهب فأخبره فقال يا بني أنت خير مني فلعلك أن تبتلى لا تدلن عليَّ فبلغ أمر الغلام أنه كان يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي من الأرض فعمي جليس الملك فذكر له الغلام فأتاه فقال يا بني قد بلغ من سحرك أنك تبرىء الأكمه والأبرص فقال الغلام ما أنا بساحر ولا أشفي أحداً ولا يشفي إلا ربي فقال له الرجل " هذا الملك ربك قال لا ولكن ربي ورب الملك الله تعالى فإن آمنت بالله تعالى به دعوت الله تعالى فشفاك فأسلم فدعا الله تعالى فبرىء فأتى الملك فقال له الملك أليس يا فلان قد ذهب بصرك فقال بلى ولكن رده علي ربي فقال أنا قال لا ولكن ربي وربك الله قال أولك رب غيري قال نعم وربك وربي الله تعالى.

السابقالتالي
2