الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

ثم ذكر القيامة فقال { فَإِذَا جَاءتِ ٱلصَّاخَّةُ } يعني: الصيحة تصخ الأسماع أي تصمها فلا يسمع إلا ما يدعا به ويقال الصاخة اسم من أسماء يوم القيامة وكذلك الطامة والقارعة والحاقة ثم وصف ذلك اليوم فقال { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْء مِنْ أَخِيهِ } وفراره أنه يعرض عنه بنفسه وقال شهر بن حوشب يوم يفر المرء من أخيه يعني: هو هابيل يفر من أخيه قابيل { وَأُمّهِ وَأَبِيهِ } يعني: محمداً - صلى الله عليه وسلم - من أمه وأبيه وإبراهيم من أبيه { وَصَـٰحِبَتِهِ } يعني: لوط عليه السلام من امرأته { وَبَنِيهِ } يعني: نوح عليه السلام من ابنه، ويقال هذا في بعض أحوال يوم القيامة أن كل واحد منهم يشتغل بنفسه يعني: فلا ينظر المرء إلى أخيه وإلى أبيه وإلى ابنه ثم قال تعالى { لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } يعني؛ لكل إنسان شغل يشغله عن هؤلاء، وروي في الخبر أن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله كيف يحشر الناس قال " حفاة عراة " فقالت عائشة رضي الله عنها واسوأتاه النساء مع الرجال حفاة عراة فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية { لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } يعني: لكل واحد منهم عمل يشغله بنفسه عن غيره ثم قال تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } يعني: من الوجوه ما يكون في ذلك اليوم مشرقة مضيئة { ضَـٰحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } يعني: مفرحة بالثواب وهم المؤمنون المطيعون { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } يعني: من الوجوه ما يعلوها السواد كالدخان وأصل الغبرة يعني الغبار ثم قال عز وجل: { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } يعني: تلحقها قترة يعني يغشاها الكسوف والسواد { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } يعني: أن أهل هذه الصفة هم الكفرة بالله تعالى الكذبة على الله تعالى ويقال ترهقها قترة يعني المذلة والكآبة والفجرة يعني: الظلمة. والله الموفق بمنه وصلى الله على سيدنا محمد وآله.