الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } * { إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { قَالَ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـٰهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }

قوله تعالى: { وَجَـٰوَزْنَا بِبَنِي إِسْرٰءيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ } يقول مروا على قوم يعني يعبدون الأصنام ويقومون على عبادتها، وكل من يلازم شيئاً ويواظب عليه يقال عكفه، ولهذا سمي الملازم للمسجد معتكفاً. { قَالُواْ يَا مُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَا إِلَـٰهًا } قال الجهال من بني إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَـهًا نعبده { كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ } يعبدونها. { قَالَ } لهم موسى { إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } يعني تكلمتم بغير علم وعقل وجهلتم الأمر قوله تعالى { إِنَّ هَـؤُلاَءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ } يعني مهلك مفسد ما هم فيه من عبادة الأصنام { وَبَـٰطِلٌ } يعني ضلال { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } والتبار الهلاك. كقوله تعالىوَلاَ تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } [نوح: 28] أي هلاكاً. ثم { قَالَ } لهم { أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـٰهًا } يعني أسوى الله آمركم أن تعبدوا وتتخذوا إلهاً { وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } يعني: على عالمي زمانكم يعني أنه قد أحسن إليكم فلا تعرفون إحسانه وتطلبون عبادة غيره، وهم الذين كانوا أجابوا السامري حين دعاهم إلى عبادة العجل بعد انطلاق موسى إلى الجبل. ثم ذكر النعم فقال تعالى: { وَإِذْ أَنْجَيْنَـٰكُمْ } (من آل فرعون يعني اذكروا حين أنجاكم الله من آل فرعون وقرأ الباقون وإذا أنجيناكم). وقرأ ابن عامر وإذْ أَنْجَاكُمْ يعني اذكروا حين أنجاكم الله { مِّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ } وقرأ الباقون وإذ أَنْجينـاكُم. ومعناه مثل ذلك { يَسُومُونَكُمْ سُوءَ ٱلْعَذَابِ } يعني: يعذبونكم بأشد العذاب { يُقَتّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } يعني: يستخدمون نساءكم { وَفِى ذٰلِكُمْ بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } أي: الإنجاء نعمة من ربكم عظيمة ويقال في قتل الأبناء واستخدام النساء بلية من ربكم عظيمة.

قرأ نافع يَقْتُلُونَ أبناءكم بنصب الياء مع التخفيف.

وقرأ الباقون بضم الياء وكسر التاء مع التشديد (يُقَتِّلُونَ) على معنى التكثير.

وقرأ حمزة والكسائي " يَعْكِفُونَ " بكسر الكاف. وقرأ الباقون بالضم (يَعْكُفُونَ).