الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } * { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قال { هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } يعني: يتفرقوا وروى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا في غزوة فكسح رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري يال الأنصار، وقال المهاجري يال المهاجرين فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال " ما بال دعوى الجاهلية دعوها فإنها فتنة " فقال عبد الله بن أبي والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب رأس هذا المنافق فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه " وروى معمر عن قتادة أن عبد الله بن أبي قال لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله فإنكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا قال فاقتتل رجلان أحدهما من جهينة والآخر من غفار وكانت جهينة حليف الأنصار فظهر عليهم الغفاري فقال رجل منهم عظيم النفاق يعني عبد الله بن أبي عليكم صاحبكم حليفكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذلّ. وروى معمر عن الحسن أن غلاماً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا نبي الله إني سمعت أن عبد الله بن أبي يقول كذا فقال. فلعلك غضبت عليه فقال أما والله يا نبي الله فلقد سمعته يقول: فلعله أخطأ سمعك فقال: لا، والله يا نبي الله لقد سمعته يقول فأنزل الله تعالى تصديقاً للغلام لئن رجعنا إلى المدينة فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأذن الغلام وقال وعت أذنك يا غلام فنزل قوله تعالى: هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا قال الله تعالى { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يعني مفاتيح السموات، وهي المطر والرزق ومفاتيح الأرض وهي النبات { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } أمر الله تعالى { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } يعني القوي منها يعني من المدينة الذليل: يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال الله تعالى { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ } يعني: المقدرة والمنعة لله ولرسوله { وَلِلْمُؤْمِنِينَ } حيث قواهم الله تعالى ونصرهم { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني: لا يصدقون في السر ويقال: ولله العزة يعني القدرة ويقال نفاذ الأمر ولرسوله وهو عزة النبوة والرسالة وللمؤمنين وهو عز الإيمان والإسلام أعزهم الله في الدنيا والآخرة ولكن المنافقين لا يعلمون.

السابقالتالي
2