الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ }

ثم قال: { وَهُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا } يعني: لتعرفوا الطريق { فِي ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } يعني لتهتدوا بالكواكب في الليالي وتعرفوا بها قبلتكم { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَـٰتِ } يعني: بينَّا العلامات لوحدانية الله تعالى { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } وإنما أضاف إلى أهل العلم لأنهم هم الذين ينتفعون به فكأنه بين لهم. ويقال: لقوم يعلمون يعني يصدقون أنه من الله تعالى. ثم قال: { وَهُوَ ٱلَّذِي أَنشَأَكُم } يعني خلقكم { مِّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } وهو آدم { فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } يعني في الرحم ومستودع في الصلب ويقال: مستقر في الصلب ومستودع في الرحم، ويقال: مستقر في الدنيا ومستودع في القبر. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (فَمُسْتَقِرٌّ) بكسر القاف. وقرأ الباقون: بالنصب فمن قرأ بالنصب فمعناه فلكم مستقر ولكم مستودع يعني موضع قرار وموضع إيداع. ومن قرأ بالكسر فعلى معنى الفاعل. يقال: قَرّ الشيء واستقر بمعنى واحد يعني كنتم مستقرين. { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } يعني بينا الآيات لمن له عقل وذهن.