الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلاةَ وَٱتَّقُوهُ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ }

{ وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلـٰوةَ } يعني وأمرنا بالهدى وبالعمل: يعني أقيموا الصلاة { وَٱتَّقُوهُ } يعني وحدوه ويقال: أطيعوه، ويقال: هذا عطف على قوله: ولَهُ أَصْحَـٰبٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى } [الأنعام: 71] وإلى إقامة الصلاة ويقال: معناه أمرنا بالإسلام وبإقامة الصلاة واتقوه يعني وحدوه وقيل: أطيعوه. ثم خوفهم فقال: { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } يعني للحق والعبرة { وَيَوْمَ يَقُولُ }: اليوم صار نصباً لأن معناه واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً. ويقال: معناه واذكروا يوم يقول: { كُنْ فَيَكُونُ } يعني يوم البعث يقول: إنتشروا فانتشروا كلهم كقوله تعالى: [يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } [القمر: 7] يعني القبور]كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } [القمر: 7]. ثم قال: { قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ } قوله رفع بالابتداء وخبره الحق يعني قوله الصدق أنه كائن [قرأ ابن عامر (فيكون) بالنصب على معنى الخير وكذا في كل القرآن إلا في موضعين ها هنا وفي آل عمران وقرأ الباقون بالرفع على معنى الخبر] { وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّوَرِ } يوم صار نصباً لنزع الخافض ومعناه: وله الملك في يوم ينفخ في الصور وهذا كقوله عز وجل:لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر: 16] وكقوله:مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [الفاتحة: 4] ويقال: هذا مبين لقوله الأول ومعناه: يوم يقول له: كن فيكون يوم ينفخ في الصور. وروي عن أبي عبيدة أنه قال: معناه يوم يَنْفُخ الأرواح في الصور يعني في الأجسام وهذا خلاف أقاويل جميع المفسرين لأنهم كلهم قالوا: هو نفخ إسرافيل في الصور. وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " كيف أنعم وصاحب الصور قد التقمه " وفي خبر آخر: " وصاحب الصور قد التقمه ينتظر متى يؤمر فينفخ فيه " ثم قال: { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } الغيب: ما غاب عن العباد، والشهادة: ما علم العباد به. ويقال: السر والعلانية. ويقال: عالم بما يكون وبما قد كان. ويقال: عالم بأمر الآخرة وبأمر الدنيا. { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } يعني الحكيم في أمره الخبير بأفعال الخلق وبأمر البعث.