الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ } * { قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ }

ثم قال: { قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيّنَةٍ مِّن رَّبِّي } يعني على أمر بين. ويقال: على دين من ربي { وَكَذَّبْتُم بِهِ } يعني بالقرآن ويقال: بالعذاب. وذلك أن النضر بن الحارث قال: إن كان ما تقوله حقاً فأتنا بعذاب الله فنزل: { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني العذاب { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ } يعني ما القضاء في ذلك إلا لله في نزول العذاب { يَقُصُّ ٱلْحَقَّ } بنزول العذاب. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم: (يقص الحق) بالصاد يعني يبين الحق ويقال: يأمر بالحق وقرأ الباقون: (يقض الحق) بالضاد ولكن لا يكتب بالياء لأن الياء سقطت في اللفظ لالتقاء الساكنين ويقوم الكسر مقام الياء كقوله تعالى:سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } [العلق: 18] فحذفت الواو. وتفسيره يقضي قضاء الحق. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه: (يقضي بالحق) ثم قال: { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَـٰصِلِينَ } يعني الحاكمين القاضين. ثم قال: { قُل: لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني العذاب { لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } بالعذاب { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ } يعني بعقوبة الظالمين هو أعلم متى ينزل بهم العذاب.