الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }

ثم قال: { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَـٰتِ }. قال القتبي: يعني نأتي بها متفرقة شيئاً بعد شيء ولا ننزلها جملة متصلة. ويقال: { نُفَصِّلُ ٱلآيَـٰتِ } يعني نبين الآيات بالقرآن. { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } يعني طريق المشركين لماذا لا يؤمنون لأنهم إذا رأوا الضعفاء يسلمون قبلهم امتنعوا. ويقال: { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } يعني تفرقهم. قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص: (ولتستبين سبيل) بالتاء و (سبيلُ) بالضم لأن السبيل مؤنث كقوله:قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِىۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ } [يوسف: 108]. ومعناه: ليظهر لكم طريق المشركين. وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: (وليستبين) بالياء (سبيل المجرمين) بالضم لأن السبيل هو الطريق، والطريق يذكر ويؤنث. وقرأ نافع: (ولتستبين) بالتاء (سبيل) بالنصب يعني لتعرف يا محمد طريق المشركين. قوله تعالى: { قُلْ إِنّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني الأصنام. ويقال: معناه قل إني نهيت عن طرد الضعفاء عن مجلسي كما نهيت عن عبادة الأصنام. ثم قال: { قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ } يعني لا أذهب مذهبكم. ويقال: لا أتبع هواكم يعني لا أرجع إلى دينكم في بغض الفقراء ومجانبتهم { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً } يعني إن فعلت ذلك فقد ضللت إذاً. قرأ بعضهم: (ضلِلْت) بالكسر وهو شاذ يعني ضللت سبيل الهدى { وَمَا أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } يعني لم أكن على الحق.