الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ }

{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي } وذلك أن أهل مكة قالوا له: من أين لك هذه الفضيلة، وأنت بشر مثلنا، فإن فعلت لطلب المال فاترك هذا القول حتى نعطيك من المال ما شئت فنزل { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي } { إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعني وفقني الله وهداني إلى دين الإسلام، وهو دين لا عوج فيه { دِينًا قِيَمًا } قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (ديناً قَيِّمًا) بنصب القاف وكسر الياء مشدودة وقرأ الباقون (قيماً) بكسر القاف ونصب الياء على معنى المصدر ومن قرأ بالنصب على معنى النعت (ديناً قيماً) يعني ديناً عدلاً مستقيماً { مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفاً } يعني مستقيماً مخلصاً { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } على دينهم { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي } وأصل النسك ما يتقرب به، يعني قل: إن صلاتي المفروضة وقرباني وديني { وَمَحْيَايَ } في الدنيا { وَمَمَاتِي } بعد الحياة. ويقال: ونسكي يعني أضحيتي وحجتي { لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }. { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ } في الكتاب { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } من أهل مكة. ويقال: أول المسلمين يوم الميثاق ويقال: صلاتي يعني صلاة العيد، ونسكي يعني الأضحية. وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعائشة - رضي الله عنها - " قومي إلى أضحيتك واذبحي وقولي: { إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } " ويقال: إن أول المخلصين بالثبات على الأسلام.