فقال: { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني قل لأهل مكة سافروا في الأرض { ثُمَّ ٱنْظُرُواْ } يعني اعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ } يعني آخر أمر { ٱلْمُكَذِّبِينَ } بالرسل والكتب. وقال الحسن: { سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني اقرأوا القرآن فانظروا كيف كان عاقبة المتقدمين في العذاب. فقال أهل مكة للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن فعلت هذا الفعل لطلب المال فاترك هذا الفعل إنا نجمع لك مالاً تصير به أغنى أهل مكة فنزل قوله تعالى: { قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } فإن أجابوك وإلا فـ { قُل لِلَّهِ } يعني ما في السماوات وما في الأرض يعطي منها من يشاء. ثم قال: { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } فلا يعذبكم في الدنيا. وروى عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لله مائة رحمة أنزل منها واحدة فقسمها بين الخلائق فبها يتراحمون وبها تعطف الوحوش على أولادها وادّخر لنفسه تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة " ويقال: كتب الرحمة حيث أمهلهم ولم يهلكهم ليرجعوا ويتوبوا. ثم قال: { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يعني ليجمعنكم يوم القيامة وهذا كما يقال: جمعت هؤلاء إلى هؤلاء أي ضممت بينهم في الجمع { لاَ رَيْبَ فِيهِ } يعني في البعث أنه كائن. ثم نعتهم فقال: { ٱلَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } قال بعضهم: هذا ابتداء وخبره لا يؤمنون وقال بعضهم: هذا بدل من قوله: ليجمعنكم. ثم عظم نفسه فقال: { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ.. }.