الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ }

قوله تعالى: { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } من الذبائح { إِن كُنتُم بِآيَـٰتِهِ مُؤْمِنِينَ } يعني مصدقين. فقد بين الله تعالى أنه لا يجوز أكل الميتة وإنما يحل أكله إذا ذُبح وذُكر اسْمُ الله عليه. ثم قال: { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } مما ذبح وذكر اسم الله عليه { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم } يعني بين لكم تحريمه في سورة المائدة وغيره من { مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } [يعني الميتة وغيرها] { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } يقول: ما اجتهدتم إلى أكل الميتة عند الجوع. قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو (فصل لكم) بضم الفاء (ما حرم عليكم) بضم الحاء على معنى فعل ما لم يسم فاعله. وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: (وقد فصل) بالنصب (وما حرم) بالضم. وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص كلاهما بالنصب يعني بين الله لكم ما حرم عليكم. ثم قال: { وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ } يقول: يدعون إلى أكل الميتة بغير علم { إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } من الحلال إلى الحرام.