الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ } وكان أهل الجاهلية يحلفون بآبائهم وبالأصنام وبغير ذلك وكانوا يحلفون بالله تعالى وكان يسمونه جهد اليمين إذا كانت اليمين بالله، ولما نزل قوله تعالى:إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ.. } [الشعراء:4] الآية. قالوا: أنْزِلها فوالله لنؤمنن بك وقال المسلمون: أنْزِلها لكي يؤمنوا: فنزل: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ } يقول حلفوا بالله { لَئِن جَاءتْهُمْ ءايَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا } قال الله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ } إن شاء أنزلها وإن شاء لم ينزلها. ثم قال: { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا } يقول: وما يدريكم أنها { إِذَا جَاءَتْ } يعني الآية { لاَ يُؤْمِنُونَ } وقال مقاتل: { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } يا أهل مكة أنها إذا جاءتكم لا تؤمنون، وقال الكلبي: { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } أيها المؤمنون أنها إذا جاءت لا يؤمنون. قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي [بكر]: (أنها) بالكسر على معنى الابتداء وإنما يتم الكلام عند قوله: { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } ثم ابتدأ فقال: (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) ويشهد لهذا قراءة عبد الله بن مسعود: (وما يشعركم إنها إذا جاءت لا يؤمنون). وقرأ الباقون: (أَنها) بالنصب على معنى البناء ويشهد لها قراءة أُبي: وما يشعركم لعلها إذا جاءت. وقرأ ابن عامر وحمزة: (لا تؤمنون) بالتاء على معنى المخاطبة، وهذه القراءة توافق لقول مقاتل.