الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

قوله تعالى: { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ } يعني: صلى لله ما في السموات من الملائكة { وٱلأَرْضِ } من المؤمنين فسمى الصلاة تسبيحاً لأنه يجرى فيها التسبيح ويقال (سبح لله) يعني: ذكر الله ما في السماوات يعني: جميع ما في السَّماوات من الشمس والقمر والنجوم والأرض يعني: جميع ما في الأرض من الإنس والأشجار والأنهار والجبال وغير ذلك، ويقال (سبح لله) يعني: خضع لله جميع ما في السَّماوات والأرض وقال بعضهم التسبيح آثار صنعه يعني: في كل شيء دليل لربوبيته ووحدانيته ويقال هو التسبيح بعينه يعني: يسبح جميع الأشياء كقولهوَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ } [الإسراء44]، وقال الحسن البصري (لولا ما يخفى عليكم من تسبيح من معكم في البيوت ما تقادرتم)، وروى سمرة بن جندب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " أفضل الكلام أربعة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " ولا يضرك بأيهن بدأت { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } يعني: العزيز بالنقمة لمن لا يوحّده والعزيز في اللغة: الذي لا يعجزه عما أراد ويقال العزيز الذي لا يوجد مثله الحكيم في أمره وقضائه.