الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } * { قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } يعني إذا عاقب فعقوبته شديدة لمن عصاه، { وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن أطاعه. قوله تعالى: { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ، وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }. يعني أن الرسول ليس عليه طلب سرائرهم، وإنما عليه بتبليغ الرسالة والله تعالى هو الذي يعلم سرائرهم. قوله تعالى: { قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ } يعني لا يستوي الحلال والحرام. قال في رواية الكلبي: نزلت في شأن حَجَّاج اليمامة شريح بن ضبيعة حين أراد المسلمون أخذ ماله فنهاهم الله تعالى عن ذلك وأخبرهم أن أخذ ماله حرام، { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ } يعني كثره مال شريح بن ضبيعة، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } لا تستحلوا ما حرم الله عليكم { وَٱتَّقُونِ يا أُوْلِي ٱلأَلْبَـٰبِ } يا ذوي العقول { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. يعني تأمنون من عذابه. وروى أسباط عن السدي أنه قال: الخبيث هم المشركون، والطيب هم المؤمنون. وقال الضحاك: { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ } يعني صدقة من حرام لا تصعد إلى الله تعالى لا توضع في خزائنه، وصدقة من حلال تقع في يد الرحمن يعني يقبلها { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ } يعني مثقال حبة من صدقة الحلال أرجح عند الله من جبال الدنيا من الحرام. وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }. روي عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس وغيرهما " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ: { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ } وقال: (يا أيها الناس كتب عليكم الحج) فقام رجل فقال: في كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه ثم عاد، فقال: والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجب، ولو وجب ما استطعتموه ولو تركتموه لكفرتم، ثم قال: إنما هي حجة واحدة أو قال: مرة واحدة " ونزل: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ.. }.