الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَـٰتِ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ } نزلت في جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم سمعوا من النبي - عليه السلام - وصف القيامة يوماً، وخوف النار والحساب فاجتمعوا في بيت عثمان بن مظعون، فتواثقوا بأن يخصوا أنفسهم ويترهبوا، فنهاهم الله عن ذلك، فنزلت هذه الآية { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَـٰتِ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ }. قال: حدثنا الفقيه أبو جعفر، قال: حدثنا أبو القاسم أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن مدرك بن قزعة عن سعيد بن المسيب قال: " جاء عثمان بن مظعون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله، غلبني حديث النفس، ولا أحب أن أحدث شيئاً حتى أذكر لك قال - صلى الله عليه وسلم -: وما تحدثك نفسك يا عثمان؟ قال: تحدثني أن أخصي نفسي، قال: قال مهلاً يا عثمان، فإن إخصاء أمتي الصيام، قال: يا رسول الله، إن نفسي تحدثني أن أترهب في رؤوس الجبال، فقال: مهلاً يا عثمان، فإن ترهيب أمتي الجلوس في المساجد لانتظار الصلوات، قال: يا رسول الله فإن نفسي تحدثني أن أسيح في الأرض؟. قال: مهلاً يا عثمان: فإن سياحة أمتي الغزو في سبيل الله، والحج والعمرة، قال: فإن نفسي تحدثني أن أخرج من مالي كله؟ قال مهلاً يا عثمان، فإن صدقتك يوماً بيوم، وتكف نفسك وعيالك، وترحم المساكين واليتيم أفضل من ذلك، فقال: يا رسول الله فإن نفسي تحدثني أن أطلق خَوْلة. فقال مهلاً يا عثمان، فإن الهجرة في أمتي مَنْ هجر ما حرم الله، أو هاجر إليّ في حياتي، أو زار قبري بعد وفاتي، أو مات وله امرأة، أو امرأتان أو ثلاث أو أربع، قال، يا رسول الله: فإن نهيتني أن أطلقها، فإن نفسي تحدثني بأن لا أغشاها قال، مهلاً يا عثمان، فإن الرجل المسلم إذا غشي أهله أو ما ملكت يمينه فلم يكن من وقعته تلك ولد، كان له وصيفاً في الجنة، وإن كان من وقعته تلك ولد فمات قبله كان فرطاً وشفيعاً يوم القيامة، فإن مات بعده كان له نوراً يوم القيامة، فقال: يا رسول الله، فإن نفسي تحدثني بأن لا آكل اللحم، قال: مهلا يا عثمان، فإني أحب اللحم وآكله إذا وجدته، ولو سألت ربي أن يطعمنيه في كل يوم لأطعمنيه، قال: يا رسول الله فإن نفسي تحدثني بأن لا أمس الطيب، قال: مهلا يا عثمان فإن جبريل أمرني بالطيب غباغباً، وقال: لا تتركه يا عثمان، لا ترغب عن سنتي فمن رغب عن سنتي، ثم مات قبل أن يتوب صرفت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة "

السابقالتالي
2 3