الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ }

وقوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ } يعني اليهود والنصارى { ءَامَنُواْ } يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { وَٱتَّقَوْاْ } الشرك والمعاصي { لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَـٰتِهِمْ } يعني غفرنا ذنوبهم { وَلأَدْخَلْنَـٰهُمْ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ } في الآخرة. ثم قال: { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ } يعني أقروا بما فيها وبينوا ما كتموا { وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ } يعني عملوا بما أنزل إليهم من ربهم، يعني عملوا بما أنزل إليهم من ربهم في كتابهم ويقال: القرآن { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ } يعني يرزقهم الله تعالى المطر من فوقهم في الوقت الذي ينفعهم { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } يعني النبات من الأرض. وقال الزجاج: هذا على وجه التوسعة يقال: فلان خيره من فوقه إلى قدمه، يعني: لو أنهم فعلوا ما أمروا لأعطاهم الله الخير من فوقهم ومن تحت أرجلهم يعني صاروا في الخير في الدنيا والآخرة وروى أبو موسى الأشعري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فله أجران، ثم قال: { مّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } يعني عصبة وجماعة عادلة وهم مؤمنو أهل الكتاب من أهل التوراة والإنجيل { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ } الذين لم يصدقوا ولم يؤمنوا.