الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }

قوله تعالى: { يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ } يعني احذروا المعاصي لكي تنجوا من عذاب الله { وَٱبْتَغُواْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ } يعني اطلبوا القرابة والفضيلة بالأعمال الصالحة. { وَجَـٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ } يعني في طاعته. ويقال: جاهدوا العدو { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي لكي تنجوا من العقوبة وتنالوا الثواب. قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يقول: إن الكافر إذا عاين العذاب ثم تكون له الدنيا جميعاً ومثلها معها، فيقدر على أن يفتدي بها من العذاب لافتدى بها، يقول الله تعالى لو كان ذلك لهم ففعلوه { مَا تُقُبّلَ مِنْهُمْ } ذلك النداء { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي وجيع ثم قال تعالى: { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِينَ مِنْهَا } وذلك أنهم يريدون أن يخرجوا من الأبواب فتستقبلهم الملائكة فيضربونهم بمقامع من حديد، ويردونهم إليها { وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم أبداً. وروي عن جابر بن عبد الله أنه قال: إن قوماً يخرجون من النار بعدما يدخلونها، قيل له: سبحان الله أليس الله يقول: { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِينَ مِنْهَا }؟ فقال جابر: (اقرأوا - إن شئتم - أول الآية { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني هذا للكفار خاصة دون العاصين من المؤمنين).