الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } * { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ }

{ يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }. وعن أبي عوانة أنه قال: سألت عكرمة عن قوله تعالى: { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }. قال: ذلك يوم قام فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه فأكثروا عليه فغضب، وقال " لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم " فقام رجل فكره المسلمون يومئذ مقامه فقال: يا رسول الله، من أبي؟ فقال: حذافة، يعني رجلاً غير أبيه فقال: عمر بن الخطاب يا رسول الله، رضينا بالله رباً وبك نبياً فنزلت هذه الآية. { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }. وروي في خبر آخر أن رجلاً سأله فقال: أين أبي؟ فقال في النار. وروي عن نافع أنه سئل عن هذه الآية فقال: لم تنزل منذ قط كثرة السؤال تكره. ثم قال تعالى: { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ } يعني وقت الذي ينزل جبريل { تُبْدَ لَكُمْ } يعني تظهر لكم. ويقال: فيها تقديم يعني، وإن تسألوا عنها تبد لكم حين نزول القرآن ثم قال: { عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا } يعني عن تلك الأشياء حين لم ينزل فيها القرآن ولم يوجبها عليكم { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } ذو التجاوز { حَلِيمٌ } حيث لم يعجل عليكم بالعقوبة. ثم قال: { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ } يعني عن هذه الأشياء { مِن قَبْلِكُمْ } ، حيث سألوا المائدة من عيسى، وغيرهم سألوا أنبيائهم أشياء { ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَـٰفِرِينَ }. يعني صاروا كافرين.