الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } * { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قال عز وجل: { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } يعني المصدقون في إيمانهم { ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } يعني لم يشكوا في إيمانهم { وَجَـٰهِدُواْ } الأعداء { بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي في طاعة الله { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ } في إيمانهم فلما نزلت هذه الآية أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فحلفوا بالله أنهم لمصدقوه في السر، فنزل { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ } الذي أنتم عليه { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } يعني سر أهل السماوات وسر أهل الأرض { وَٱللَّهُ بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ } أي يعلم ما في قلوبكم من التصديق وغيره قوله عز وجل: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ } يعني بقولهم: جئناك بأهالينا وأولادنا { قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَـٰمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَـٰنِ } يعني وفقكم للإيمان { إِنُ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } بأنكم مخلصون في السر والعلانية قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يعني سر أهل السماوات وسر أهل الأرض { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } قرأ ابن كثير وعاصم في رواية إبان (يَعْمَلُونَ) بالياء على معنى الخبر عنهم، وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة، [أي بصير بما يعملون من التصديق وغيره، والخير والشر، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم]