الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } * { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني قال رؤساء المشركين لضعفاء المسلمين { لَوْ كَانَ خَيْراً } يعني لو كان هذا الدين حقاً { مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ } ، وقال قتادة قال أناس من المشركين نحن أعز، ونحن أغنى ونحن أكرم، فلو كان خيراً ما سبقنا إليه فلان وفلان، قال الله تعالىيَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } [البقرة: 105] يعني يختار لدينه من كان أهلاً لذلك { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ } يعني لم يؤمنوا بهذا أي القرآن كما اهتدى به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - { فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } يعني القرآن كذب قديم، أي تقادم من محمد - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ } يعني قد أنزل قبل هذا القرآن الكتاب على موسى، يعني التوراة { إِمَاماً } يقتدى به { وَرَحْمَةً } من العذاب لمن آمن به { وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ مُّصَدّقٌ } يعني وأنزل إليك هذا الكتاب مصدق للكتب التي قبله { لّسَاناً عَرَبِيّاً } بلغتكم لتفهموا ما فيه { لّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } يعني مشركي مكة، قرأ نافع وابن عامر (لِتُنْذِرَ) بالتاء على معنى المخاطبة، يعني لتنذر أنت يا محمد والباقون بالياء على معنى الخبر عنه، يعني ليخوف محمد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن { وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ } يعني بشارة بالجنة للموحدين { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } وقد ذكرناه.