الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } * { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَرَبِّ ٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعِزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } يعني إذا قال لكم الرسل في الدنيا إن البعث بعد الموت حق { وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا } أي لا شك فيها، قرأ حمزة (وَالسَّاعَة) بالنصب عطف على قوله { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } وَإِنَّ السَّاعَةَ، قرأ الباقون بالضم ومعناه: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ) وقيل (وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا) أي لا شك فيها { قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا ٱلسَّاعَةُ } يعني ما القيامة، وما البعث { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } يعني قلتم ما نظن إلا ظناً غير اليقين { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } أنها كائنة قوله عز وجل { وَبَدَا لَهُمْ } أي ظهر لهم { سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } يعني عقوبات ما عملوا في الدنيا ويقال تشهد عليهم جوارحهم { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } يعني نزل بهم العذاب ووجب عليهم العذاب باستهزائهم أنه غير نازل بهم { وَقِيلَ } يعني قالت لهم الخزنة { ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } يعني نترككم في النار { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } يعني كما تركتم الإيمان والعمل لحضور يومكم هذا { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ } يعني مثواكم ومستقركم النار { وَمَا لَكُمْ مّن نَّـٰصِرِينَ } يعني ليس لكم مانع يمنعكم مما نزل بكم من العذاب { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً } يعني هذا العذاب بأنكم لم تؤمنوا { وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } يعني ما في الدنيا من زينتها وزهرتها { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } قرأ حمزة والكسائي بنصب الياء، فيجعلان الفعل لهم، والباقون بالضم على فعل ما لم يسم فاعله { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } يعني لا يرجعون إلى الدنيا، وقال الكلبي لا يعاتبون بعد هذا القول ويتركون في النار، ويقال لا يراجعون الكلام بعد دخولهم النار { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ } يعني عند ذلك يحمد المؤمنون الله في الجنة كقولهٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [الزمر: 74]، ويقال: فلله الحمد، يعني له آثار الحمد فعلى جميع الخلق أن يحمدوه ويقال: فلله الحمد يعني الألوهية والربوبية { رَبّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَرَبّ ٱلأَرْضِ } يعني الحمد لرب الأرض { رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } يعني لرب جميع الخلق الحمد والثناء { وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَاء } يعني العظمة والقدرة والسلطان والعزة { فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه. سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.