قوله تعالى: { وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } يعني آجالنا تنقضي نموت ويحيي آخرون، يعني نموت نحن ويحيا أولادنا، ويقال يموت قوم ويحيا آخرون، ووجه آخر: { نَمُوتُ وَنَحْيَا } يعني نحيا ونموت لأن الواو للجمع لا للتأخير، ووجه آخر: نموت ونحيا أي كنا أمواتاً في أصل الخلقة، ثم نحيا، ثم يهلكنا الدهر فذلك قوله { وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } يعني لا يميتنا إلا مضي الأيام وطول العمر، قال الله تعالى { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } يعني يقولون قولاً بغير حجة، ويتكلمون بالجهل { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } يعني ما هم إلا جاهلون قوله تعالى { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا بَيّنَاتٍ } يعني تعرض عليهم آيات القرآن واضحات، بين فيه الحلال والحرام { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ } أي لم تكن حجتهم وجوابهم { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ } يعني أحيوا لنا آباءنا { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } بأنا نبعث { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ } يخلقكم من النطفة { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يعني يوم القيامة يجمع أولكم وآخركم { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه عند المؤمنين، ويقال: لا ينبغي أن يشك فيه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني البعث بعد الموت قوله عز وجل { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يعني خزائن السموات والأرض، ويقال له نفاذ الأمر في السماوات والأرض { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ ٱلْمُبْطِلُونَ } يعني يخسر المكذبون بالبعث، وهم أهل الباطل والكذب، ثم قال:{ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [الأعراف: 187].