الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } يعني عابثين لغير شيء { مَا خَلَقْنَـٰهُمَا إِلاَّ بِٱلْحَقّ } يعني إلا لأمر هو كائن، ويقال خلقناهما للعبرة ومنفعة الخلق، ويقال للأمر والنهي والترهيب والترغيب { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني لا يصدقون ولا يفقهون قوله تعالى: { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } أي يوم القضاء بين الخلق، وهو يوم القيامة { مِيقَـٰتُهُمْ أَجْمَعِينَ } يعني ميعادهم أجمعين، الأولين والآخرين، ويقال يوم الفصل يعني يوم يفصل بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، والزوج والزوجة، والخليل والخليلة، ثم وصف ذلك اليوم فقال { يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلىً عَن مَّوْلىً شَيْئاً } يعني لا يدفع ولي عن ولي، ولا قريب عن قريب شيئاً في الشفاعة { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يعني: لا يمنعون مما نزل بهم من العذاب، يعني الكافرين، ثم وصف المؤمنين فإنه يشفع بعضهم لبعض فقال { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ } في نعمته للكافرين { ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين.