الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } * { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } * { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِى ٱلْعُمْىَ } إلى الهدى { وَمَن كَانَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } يعني: من كان في علم الله في الضلالة ومعنى الآية: إنك لا تقدر أن تُفهم من كان أصم القلب، ويعمى عن الحق، ومن كان في ضلال مبين، يعني: ظاهر الضلالة قوله: { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } يعني: نميتك قبل أن نرينك الذي وعدناهم يعني قبل أن نريك النقمة { فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } يعني: ننتقم منهم بعد موتك، قال قتادة: ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقيت النقمة، قال: وذكر لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أُرَى مَا يُصِيب أُمَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ فما رُؤي ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً حَتَّى قُبِضَ " ثم قال: { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِى وَعَدْنَـٰهُمْ } يعني: في حياتك { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } يعني: إنا لقادرون على ذلك قوله تعالى: { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ } يعني: اعمل بالذي أوحي إليك من القرآن { إِنَّكَ عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعني: على دين الإسلام { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } يعني: القرآن شرف لك ولمن آمن به ويقال { وَلِقَوْمِكَ } يعني: العرب لأن القرآن نزل بلغتهم { وَسَوْفَ تُسْـئَلُونَ } عن هذه النعم، وعن شكر هذا الشرف يعني القرآن إذا أديتم شكره أو لم تؤدوه قوله تعالى: { وَسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا } قال مقاتل والكلبي: يعني: سل مؤمني أهل الكتاب { أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } يعني: هل جاءهم رسول يدعوهم إلى عبادة غير الله، ويقال { وَسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا } يعني: سل المرسلين، فلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنبياء ليلة المعراج وصلى بهم ببيت المقدس، فقيل له فسلهم فلم يشك، ولم يسألهم، ويقال إنما خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أمته، يعني: سلوا أهل الكتاب كقولهفَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } [يونس: 94] الآية.