الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }

قوله تبارك وتعالى { حـمۤ وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } يعني: أقسم بحـمۤ، وبالكتاب الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة، وأبان كل ما تحتاج إليه الأمة، ويقال مُبين أي بين بلغة تعرفونها، يعني بين فيه الحلال والحرام { إِنَّا جَعَلْنَـٰهُ } فهذا جواب القسم يعني: إنا جعلناه ووصفناه، أقسم بالكتاب المبين إِنَّا جَعَلْنَـٰهُ يعني: إنا قلناه ووصفناه وبيناه، ويقال: أنزلنا به جبريل { قُرْءاناً عَرَبِيّاً } يعني: بلغة العرب { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يعني: لكي تعقلوا، وتفهموا ما فيه، ولو نزل بغير لغة العرب لم تفهموا ما فيه ثم قال: { وَإِنَّهُ فِى أُمّ ٱلْكِتَـٰبِ لَدَيْنَا } يعني: إن كذبتم بالقرآن فإن نسخته في أصل الكتاب يعني: اللوح المحفوظ لدينا يعني: عندنا { لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ } يعني: شريف مرتفع، محكم من الباطل، ويقال: حكيم أحكم حلاله وحرامه، ويقال: حَكِيمٌ، أي حاكم على الكتب كلها، ويقال: حكيم أي: ذو حكمة، كما قال تعالى { حِكْمَةٌ بَـٰلِغَةٌ } ، قرأ حمزة والكسائي «في إم الكتاب» بكسر الألف في جميع القرآن، لأن الياء أخت الكسرة فاتبع الكسرة الكسرة، والباقون «أم» بضم الألف، وهو الأصل في اللغة.