الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ وَمِنْ ءايَـٰتِهِ } يعني: من علامات وحدانيته { ٱللَّيْلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ } يعني: خلق الشمس والقمر، والليل والنهار دلالة لوحدانيته، لتعرفوا وحدانيته فتعبدوه ولا تعبدوا هذه الأشياء { وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَهُنَّ } يعني: اعبدوا خالق هذه الأشياء واسجدوا له وأطيعوه { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } يعني: إن أردتم بعبادة الشمس والقمر رضا الله تعالى فإن رضاه أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره، ويقال { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } يعني: إن أردتم بعبادتهما عبادة الله تعالى فاعبدوا الله وأطيعوه ولا تسجدوا لغيره { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ } يعني: تكبروا عن السجود لله تعالى وعن توحيده { فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبّكَ } يعني: الملائكة { يُسَبِّحُونَ لَهُ } يعني: يصلون لله تعالى { بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } يقال هو التسبيح بعينه، يعني يسبحونه ويذكرونه { وَهُمْ لاَ يَسْـئَمُونَ } يعني: لا يملون من الذكر والعبادة والتسبيح قوله عز وجل: { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ } أي: من علامات وحدانيته { أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَـٰشِعَةً } أي: غبراء يابسة لا نبت فيها { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَاء } يعني: المطر { ٱهْتَزَّتْ } يعني: تحركت بالنبات { وَرَبَتْ } أي: علت يعني: انتفخت الأرض إذا أرادت أن تنبت { إِنَّ ٱلَّذِى أَحْيَـٰهَا } بعد موتها { لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } للبعث في الآخرة { إِنَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ } أي من البعث وغيره.