الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلْبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ }

{ قُلْ إِنّى نُهِيتُ } يعني: قل يا محمد لأهل مكة إِنِّى نُهِيتُ { أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني: نهاني ربي أن أعبد الذين تعبدون من دون الله من الأصنام { لَمَّا جَاءنِى ٱلْبَيّنَـٰتُ مِن رَّبِّى } يعني: حين جاءني الواضحات وهو القرآن { وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } يعني: أستقيم على التوحيد { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُواْ أَشُدَّكُـمْ } وقد ذكرناه من قبل { ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً } يعني: يعيش الإنسان إلى أن يصير شيخاً { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ } { وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى } يعني: الشباب والشيخ يبلغ أجلاً مسمى وقتاً معلوماً، ويقال في الآية تقديم، ومعناه: ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً أي لتبلغوا أجلاً مسمى، يعني: وقت انقضاء أجله { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ } أي من قبل أن يبلغ أشده، ويقال: من قبل أن يصير شيخاً، { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } أي: لكي تعقلوا أمر ربكم، ولتستدلوا به، وتتفكروا في خلقه { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } أي: يحيي للبعث ويميت في الدنيا على معنى التقديم، ويقال معناه هو الذي يحيي في الأرحام، ويميت عند انقضاء الآجال { فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } يعني: أراد أن يخلق شيئاً { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.