الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } * { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ }

قوله { مَا يُجَـٰدِلُ فِى ءايَـٰتِ ٱللَّهِ } يعني ما يخاصم في آيات الله بالتكذيب { إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى ٱلْبِلاَدِ } يعني ذهابهم ومجيئهم في أسفارهم وتجاراتهم، فإنهم ليسوا على شيء من الدين، وقال مقاتل تَقَلُّبُهُم يعني ما هم فيه من السعة في الرزق، ثم خوفهم ليحذروا فقال { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ } يعني الأمم من بعد قوم نوح { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } يعني أرادوا أن يقتلوه { وَجَـٰدَلُوا بِٱلْبَـٰطِلِ } أي بالشرك { لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } يعني ليبطلوا به دين الحق، وهو الإسلام والذي جاء به الرسل { فَأَخَذْتُهُم } أي عاقبتهم { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } يعني كيف رأيت عذابي لهم، أليس قد وجدوه حقاً { وَكَذٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } يعني سبقت ووجبت كَلِمَةُ رَبِّكَ { عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالعذاب { أَنَّهُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ } يعني يصيرون إليها، قرأ نافع وابن عامر كَلِمَاتُ رَبِّكَ بلفظ الجماعة، والباقون كلمة ربك بلفظ الواحد، وهي عبارة عن الجنس، والجنس يقع على الواحد وعلى الجماعة، وقرىء في الشاذ إِنَّهم بالكسر على معنى الابتداء، وقراءة العامة بالنصب على معنى البناء.