الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ أَوَلَمْ يِسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا } يعني فيعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ } يعني آخر أمر { ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } يعني منعة، قرأ ابن عامر، ومن تابعه من أهل الشام أشد منكم بالكاف على معنى المخاطبة والباقون أشد منهم بالهاء على معنى الخبر عنهم { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } يعني أكثر أعمالاً، ويقال أشد لها طلباً، وأبعد لها ذهاباً { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } أي عاقبهم الله { وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } أي من مانع يمنعهم من عذاب الله { ذٰلِكَ } أي ذلك العذاب { بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } يعني بالأمر والنهي، ويقال: بالدلائل الواضحات { فَكَفَرُواْ } بهم وبدلائلهم { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِىٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي عاقبهم الله بذنوبهم، إنه قادر على أخذهم، شديد العقاب لمن عاقب.