قوله عز وجل: { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } يعني من نفس آدم - عليه السلام - { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } حواء { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَـٰمِ ثَمَـٰنِيَةَ أَزْوٰجٍ } يعني ثمانية أصناف وقد فسرناه في سورة الأنعام { يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُـمْ خَلْقاً مّن بَعْدِ خَلْقٍ } يعني نطفة ثم علقة، ثم مضغة، حالاً بعد حال { فِى ظُلُمَـٰتٍ ثَلَـٰثٍ } أي ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، وهو الذي يكون فيه الولد في الرحم فتخرج بعد ما يخرج الولد { ذَلِكُـمُ ٱللَّهُ رَبُّـكُمْ } يعني الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم { لَهُ ٱلْمُلْكُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } يعني من أين تكذبون على الله؟ ومن أين تعدلون عنه إلى غيره؟ فاعلموا أنه خالق هذه الأشياء ثم قال { إِن تَكْفُرُواْ } يعني إن تجحدوا وحدانيته { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } يعني عن إقراركم وعبادتكم { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } قال الكلبي يعني: ليس يرضى من دينه الكفر، ويقال: لا يرضى لعباده الكفر، وهو ما قاله لإبليس إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ويقال: لا يرضى لعباده الكفر يعني بشيء من عبادة الكفار { وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ } يعني إن تؤمنوا بالله وتوحدوه يرضه لكم، يعني: يقبله منكم، لأنه دينه { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } يعني لا يؤاخذ أحد بذنب غيره { ثُمَّ إِلَىٰ رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ } يعني مصيركم في الآخرة { فَيُنَبّئُكُمْ } يعني فيخبركم { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير أو شر، فيجازيكم { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } يعني عالم بما في ضمائر قلوبهم.