الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ } * { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ } * { وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } * { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } * { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

قال عز وجل: { فَٱسْتَفْتِهِمْ } يعني: سل أهل مكة { أَلِرَبّكَ ٱلْبَنَاتُ } قال مقاتل وذلك أن جنسا من الملائكة، يقال لهم الجن منهم إبليس، قال بعض الكفار إن الله عز وجل اتخذهم بناتاً لنفسه، فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه فمن أمهم؟ فقالوا سروات الجن فذلك قوله أَلِرَبّكَ الْبَنَاتُ { وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } يعني: يختارون له البنات، ولأنفسهم البنين، ثم قال { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلَـٰئِكَةَ إِنَـٰثاً وَهُمْ شَـٰهِدُونَ } يعني: كانوا شاهدين حاضرين حين خلقهم بناتاً { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ } يعني: من كذبهم { لَيَقُولُونَ وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } في قلوبهم ثم قال عز وجل: { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } وذكر عن نافع أنه قرأ بإسقاط الألف في الوصل، وهو قوله: (لكاذبون اصطفى) وبكسرها في الابتداء، وجعلها ألف وصل، ولم يجعلها ألف قطع، ولا ألف استفهام ومعناها أن الله عز وجل حكى عن كفار قريش أنهم يزعمون أن الملائكة بنات الله، وأنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون في قولهم اصطفى البنات على البنين وقرأ الباقون (لكاذبون اصطفى) باثبات الألف على معنى الاستفهام، فلفظه لفظ الاستفهام، والمراد به الزجر، ثم قال عز وجل: { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } يعني: كيف تقضون بالحق { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أنه لا يختار البنات على البنين { أَمْ لَكُمْ سُلْطَـٰنٌ مُّبِينٌ } يعني: ألكم حجة ويقال ألكم عذر بين في كتاب الله أنزل الله إليكم بأن الملائكة بناته { فَأْتُواْ بِكِتَـٰبِكُمْ } يعني: أي بعذركم وحجتكم { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في مقالتكم.