الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } * { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } * { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } * { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }

فقال عز وجل: { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم } يعني: أولم ينظروا فيعتبروا فيما أنعم الله عز وجل عليهم قوله { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعـٰماً } يعني: أنا خلقنا لهم بقوتنا وبقدرتنا وبأمرنا { أَنْعـٰماً } يعني: الإبل والبقر والغنم { فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ } يعني: الأنعام وقال قتادة: يعني ما في بطونها { وَذَلَّلْنَـٰهَا لَهُمْ } يعني: سخرناها لهم فيحملون عليها ويسوقونها حيث شاؤوا فلا تمتنع منهم { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ } في انتفاعهم وحوائجهم { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } من الإبل والبقر والغنم { وَلَهُمْ فِيهَا } يعني: في الأنعام { مَنَـٰفِعُ } في الركوب والحمل والصوف والوبر { وَمَشَـٰرِبُ } يعني: ألبانها { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } رب هذه النعمة فيوحدونه، يعني: اشكروا ووحدوا { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءالِهَةً } يعني: تركوا عبادة رب هذه النعم وعبدوا الآلهة { لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } يعني: لعل هذه الآلهة تمنعهم من العذاب في ظنهم يقول الله عز وجل: { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } يعني: منعهم من العذاب { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } يعني: الكفار للأصنام جند يتعصبون لها ويحضرونها في الدنيا للآلهة، ويقال: وهم لهم جند محضرون يعني لآلهتهم كالعبيد والخدم، قيام بين أيديهم، وقال الحسن: { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ } في الدنيا { مُحْضَرُونَ } في النار ثم قال عز وجل: { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } يعني: لا يحزنك يا محمد تكذيبهم إياك { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } من التكذيب { وَمَا يُعْلِنُونَ } يعني: ما يظهرون لك من العداوة.