الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ } * { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ }

قوله تعالى { وَآيَةٌ لَهُمُ } يعني علامة وحدانيته { ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا } يعني الأرض اليابسة أحييانها بالمطر لتنبت { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً } يعني الحبوب كلها { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا } يعني وخلقنا في الأرض { جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } يعني البساتين والكروم { وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُون } يعني أجرينا في الأرض الأنهار تخرج من العيون { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ } يعني من الثمرات { وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِم } يعني لم تعمل أيديهم، ويقال: والذي عملت أيديهم مما يزرعون { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } رب هذه النعم فيوحدوه، وقرأ حمزة والكسائي (ثُمُره) بالضم، وقرأ الباقون بالنصب، والثَّمر بالنصب: جماعة الثمرة، والثمرات جمع الجمع وهو الثمر، مثل كتاب وكتب، والثُّمر بالضم: جمع الثمار، قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر (وَمَا عَمِلَتْ) بغير هاء، وقرأ الباقون بالهاء، ومعناهما واحد، ثم قال { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } اللفظ لفظ الاستفهام، والمراد به الأمر، يعني اشكروا رب هذه النعم ووحدوه.