الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } * { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } * { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }

قوله عز وجل: { قَالُواْ مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } يعني آدمي مثلنا { وَمَا أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَىْء } يعني لم يرسل الرسل من الآدميين { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } بأنكم رسل الله تعالى يعني أرسلكم عيسى بأمر الله تعالى، فأنكروا ذلك { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ } يعني أن الرسل قالوا ربنا يعلم { إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } يعني أرسلنا عيسى عليه السلام بأمر الله تعالى { وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } يعني قال أهل أنطاكية إنا تشاءمنا بكم، وهذا الذي يصيبنا من شؤمكم، وهو قحط المطر { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } يعني لنقتلنّكم { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُواْ طَـٰئِرُكُم مَّعَكُمْ } يعني شؤمكم معكم وبأعمالكم الخبيثة، ويقال: إن الذي يصيبكم كان مكتوباً في أعناقكم { أَءن ذُكّرْتُم } يعني إن وعظتم بالله، قرأ نافع، وأبو عمرو (آين) بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ الباقون بهمزتين، وقرأ زر بن حبيش: إِنْ ذكرتم بهمزة واحدة مع التخفيف والفتح يعني: لأنكم وعظتم فلم تتعظوا، ومن قرأ بالاستفهام فمعناه: إن وعظتم تطيرتم، قالوا: هذا جواباً لقولهم إنا تطيرنا بكم، ويقال معناه: أئن ذكرتم، يعني حين وعظتم بالله تشاءمتم بنا، ثم قال: { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } يعني مشركون.