الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } * { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ }

قال عز وجل: { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِكْرَ } يعني تخوف بالقرآن من اتبع الذكر، يعني من قبل الموعظة وسمع القرآن { وَخشِىَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } يعني أطاعه في الغيب { فَبَشّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ } في الدنيا { وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } في الآخرة ثم قال عز وجل: { إِنَّا نَحْنُ نُحْيىِ ٱلْمَوْتَىٰ } يعني نبعثهم في الآخرة { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ } يعني نحفظ ما أسلفوا، وما عملوا من أعمالهم، ويقال { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ } يعني تكتب أعمالهم الكرام الكاتبون، وما عملوا من خير أو شر { وَءاثَارَهُمْ } يعني ما استنوا من سنة خير أو شر عملوه، واقتدى بهم من بعدهم، فلهم مثل أجورهم أو عليهم مثل أوزارهم، من غير أن ينقص منه شيئاً، وهذا كقوله عز وجليُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [القيامة: 13]، وهذا كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ " إلى آخره، وقال مجاهد: { وَءاثَارَهُمْ } يعني خطأهم، وروى مسروق أنه قال: مَا خَطَا عَبْدٌ خُطْوَةً إلاَّ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ أوْ سَيّئَةٌ، وروي عن جابر بن عبد الله أنه قال: إن بني سلمة ذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد منازلهم من المسجد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " يا بني سلمة دياركم فإنما تكتب آثاركم " ثم قال: { وَكُلَّ شىْء أَحْصَيْنَـٰهُ } أي حفظناه وبيَّناه { فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ } يعني في اللوح المحفوظ.