الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ }

وهو قوله عز وجل: { قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَاء } أي يوسع المال لمن يشاء وهو مكر منه واستدراج { وَيَقْدِرُ } يعني يقتر على من يشاء وهو نظر له لكي يعطى في الآخرة من الجنة بما قتر عليه في الدنيا { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أن التقتير والبسط من الله عز وجل، ويقال: لا يصدقون أن الذين اختاروا الآخرة خير من الذين اختاروا الدنيا ثم أخبر الله تعالى أن أموالهم لا تنفعهم يوم القيامة فقال عز وجل { وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ بِٱلَّتِى تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ } يعني قربة، ومعناه وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا ولو كان على سبيل الجمع لقال بالذين يقربونكم لأن الحكم للآدميين إذا اجتمع معهم غيرهم ثم قال { إِلاَّ مَنْ آمَنَ } يعني إلا من صدق بالله ورسوله { وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَزَاء ٱلضّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ } يعني للواحد عشرة إلى سبع مائة، وإلى ما لا يحصى وقال القتبي: أراد بالضعف التضعيف أي لهم جزاء وزيادة، قال: ويحتمل جزاء الضعف أي جزاء الأضعاف كقوله:عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ } [ص: 61] أي مضافاً وروي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: إن الغني إذا كان تقياً يضاعف الله له الأجر مرتين ثم قرأ هذه الآية { وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ } إلى قوله: { فَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَزَاء ٱلضّعْفِ } يعني أجره مِثْلَيْ ما يكون لغيره، ويقال هذا لجميع من عمل صالحاً { وَهُمْ فِى ٱلْغُرُفَـٰتِ ءامِنُونَ } قرأ حمزة وهم في الغرفة وقرأ الباقون وهم في الغرفات والغرفة في اللغة: كل بناء يكون علواً فوق سفل، وجمعه غرف وغرفات، ومعناه وهم في الجنة آمنون من الموت والهرم والأمراض والعدو وغير ذلك من الآفات ثم قال عز وجل { وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِى ءايَـٰتِنَا مُعَـٰجِزِينَ } والقراءة قد ذكرناها { أُوْلَـئِكَ فِى ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } يعني في النار معذبون { قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } وقد ذكرناه { وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء } يعني ما تصدقتم من صدقة { فَهُوَ يُخْلِفُهُ } يعني فإن الله يعطي خلفه في الدنيا وثوابه في الآخرة { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرزِقِينَ } يعني أقوى المعطين وروى أبو الدرداء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " ما طلعت شمس ولا غربت شمس إلا بعث بجنبيها ملكان يناديان اللهم عجل لمنفق ماله خلفاً وعجل لممسك ماله تلفاً " ثم قال عز وجل { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني الملائكة عليهم السلام ومن عبدهم قرأ بعضهم من أهل البصرة: يحسرهم بالياء يعني يحشرهم الله عز وجل وقراءة العامة بالنون على معنى الحكاية عن نفسه { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰئِكَةِ أَهَـؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } يعني أنتم أمرتم عبادي أن يعبدوكم وهذا سؤال توبيخ كقوله لعيسى عليه السلام

السابقالتالي
2