الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } * { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } * { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } * { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

فقال عز وجل: { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } يعني: وفوا بالعهد الذي عاهدوا ليلة العقبة { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } يعني: أجله فمات أو قتل على الوفاء يعني: وفاء بالعهد وقال القتبي النحب في اللغة النذر وذلك أنهم نذروا إذا لقوا العدو أن يقاتلوا فقتل في القتال فسمي قتله قضاء نحبه، واستعير النحب مكان الموت وقال مجاهد: النحب العهد وروى عيسى بن طلحة قال: جاء أعرابي فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الذين قضوا نحبهم فأعرض عنه وطلع طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " هذا ممن قضى نحبه " ثم قال { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } يعني: ينتظر أجله { وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } يعني: ما غيروا بالعهد الذي عهدوا تغييراً ثم قال عز وجل: { لّيَجْزِىَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِينَ بِصِدْقِهِمْ } يعني: الوافين بوفائهم { وَيُعَذّبَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ } يعني: إذا ماتوا على النفاق { إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } يعني: يقبل توبتهم إن تابوا { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } لمن تاب منهم رحيماً بهم قوله عز وجل: { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني: صدهم وهم الكفار الَّذين جاؤوا يوم الخندق { بِغَيْظِهِمْ } يعني: صرفهم عن المدينة مع غيظ منهم { لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً } يعني: لم يصيبوا ما أرادوا من الظفر والغنيمة { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ } يعني: دفع الله عنهم مؤنة القتال حيث بعث عليهم ريحاً وجنوداً { وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } " فلما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق دخل المدينة ودخل على فاطمة رضي الله عنها وأراد أن يغسل رأسه فجاءه جبريل عليه السلام وقال لا تغسل رأسك ولكن اذهب إلى بني قريظة فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقال إن جبريل عليه السلام قال له حين وضع سلاحه وضعت سلاحك قال: نعم قال: ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها بعد وقد أمرك الله عز وجل أن تنهض نحو بني قريظة فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس فقال عزمت عليكم أن لا تصلوا العصر إلا ببني قريظة فلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلاحه وخرج المسلمون معه واللواء في يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمر على بني عدي وبني النجار وقد أخذوا السلاح فقال من أمركم أن تلبسوا السلاح فقالوا دحية الكلبي وكان جبريل عليه السلام يتمثل في صورته فلما جاء بني قريظة وجد بعض الصحابة قد صلوا العصر قبل أن يأتوا بني قريظة مخافة أن تفوتهم عن وقتها وأبى بعضهم فقالوا نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصلي حتى نأتي بني قريظة فلم ينتهوا إلى بني قريظة حتى غابت الشمس ولم يصلوا العصر "

السابقالتالي
2 3 4