الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }

قال عز وجل: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ } وهو المصيبات والقتل والجوع { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ } وهو عذاب النار يعني: إن لم يتوبوا ويقال: العذاب الأدنى هو السحر للفاسقين والعذاب الأكبر النار إن لم يتوبوا ويقال: العذاب الأدنى عذاب القبر وقال إبراهيم: يعني: سنين جدب أصابتهم وقال أبو العالية مصيبات في الدنيا { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } يعني: يتوبون قوله عز وجل: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بِـئَايِـٰتِ رَبّهِ } يعني: وعظ بآيات ربه القرآن { ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا } يعني: عن الإيمان بها فلم يؤمن بها { إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } بالعذاب يعني منتصرون ثم قال عز وجل: { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني: أعطينا موسى التوراة { فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } قال مقاتل: يعني فلا تكن في شك من لقاء موسى التوراة فإن الله عز وجل ألقى عليه الكتاب وقال في رواية الكلبي: فلا تكن في مرية من لقاء موسى عليه السلام فلقيه ليلة أُسري به في بيت المقدس يعني لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - موسى هناك ويقال: لقيه في السماء وذكر الخبر المعروف أنه فرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فلم يزل يرجع حتى حط الله عز وجل إلى الخمس ويقال: فلا تكن في مرية من لقائه يعني من لقاء الله عز وجل وهو البعث بعد الموت ويقال: فلا تكن في مرية من لقائه يعني لا تشكن أنك تلقى موسى يوم القيامة ثم قال عز وجل: { وَجَعَلْنَـٰهُ هُدًى لّبَنِى إِسْرٰءيلَ } يعني جعلنا التوراة بياناً لهم وهدى من الضلالة ويقال: وجعلناه هدى يعني جعلنا موسى هادياً لبني إسرائيل يدعوهم { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } يعني وجعلنا من بني إسرائيل قادة في الخير { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } يعني: يدعون الناس إلى أمر الله عز وجل { لَمَّا صَبَرُواْ } بكسر اللام والتخفيف وقرأ الباقون بالنصب والتشديد فمن قرأ بالتشديد { لَمَّا صَبَرُواْ } أي: حين صبروا ويقال: هو حكاية المجازات يعني لما صبروا جعلنا منهم أئمة ومن قرأ بالتخفيف لما صبروا أي بما صبروا وتشهد لها قراءة ابن مسعود كان يقرأ بما صبروا ويقال: معناه كما صبروا عن الدنيا وصبروا على دينهم ولم يرجعوا عنه ويقال: معناه وجعلناهم أئمة بصبرهم { وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ } يعني: يصدقون بالعلامات التي أعطي موسى.