قوله عز وجل: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني لكفار مكة { ٱتَّبِعُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } على نبيه من القرآن فآمنوا به وأحلوا حلاله وحرموا حرامه { قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } يقول الله عز وجل: { أَوْ لَّوْ كَانَ ٱلشَّيْطَـٰنِ } يعني أوليس الشيطان { يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } يعني يدعوهم إلى تقليد آبائهم بغير حجة فيصيروا إلى عذاب السعير قوله عز وجل: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } أي يخلص دينه ويقال يخلص عمله لله { وَهُوَ مُحْسِنٌ } يعني موحد ويقال: ذكر الوجه وأراد به هو يعني ومن أخلص نفسه لله عز وجل بالتوحيد وبأعمال نفسه وهو محسن في عمله قرأ عبد الرحمن المسلمي ومن يسلم بنصب السين وتشديد اللام من سلم يسلم وقراءة العامة ومن يسلم بجزم السين وتخفيف اللام من سلم يسلم { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } يعني قد أخذ بالثقة { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } يعني إليه مرجع وعواقب الأمور ويقال: العباد إليه فيجازيهم بأعمالهم قوله عز وجل: { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } وذلك أنهم لما كذبوا بالقرآن وقالوا إنه يقول من تلقاء نفسه شقّ ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل: { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } بالقرآن { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } يعني إلينا مصيرهم { فَنُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ } يعني يجازيهم بجحودهم { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في قلبك من الحزن مما قالوا وقال الكلبي: إن الله عليم بذات الصدور من خير أو شر ثم قال عز وجل: { نُمَتّعُهُمْ قَلِيلاً } يعني يسيراً في الدنيا فكل ما هو فان فهو قليل { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ } يعني نلجئهم { إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } يعني شديد لا يفتر عنهم قوله عز وجل: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعني الكفار { مَنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } على إقراركم { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } يعني الكفار { لاَّ يَعْلَمُونَ } يعني لا يصدقون.