الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } * { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } * { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } * { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ }

{ وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ } وقال مجاهد يعني أعطينا لقمان العقل والفقه والإصابة في غير نبوة، ويقال أيضاً الحكمة والعقل والإصابة في القول وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله تعالى الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا وعيوب نفسه، وإذا رأيتم أخاكم قد زهد في الدنيا فاقتربوا إليه فاستمعوا منه فإنه يلقى الحكمة " وقال السدي: ولقد آتينا لقمان الحكمة يعني: النبوة، وعن عكرمة قال: كان لقمان نبياً وعن وهب بن منبه قال: كان لقمان رجلاً حكيماً ولم يكن نبياً وروي عن ابن عباس قال: كان لقمان عبداً حبشياً، ويقال: إن أول ما ظهرت حكمته أن مولاه قال له يوماً: اذبح لنا هذه الشاة فذبحها، ثم قال: أخرج أطيب مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب، ثم مكث ما شاء الله، ثم قال: له اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، فقال: أخرج لنا أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب فسأله عن ذلك: فقال لقمان إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا وذكر عن وهب بن منبه أن لقمان خُيِّرَ بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة قال فبينما كان يعظ الناس يوماً وهم مجتمعون عليه إذ مر به عظيم من عظماء بني إسرائيل، فقال: ما هذه الجماعة؟ فقيل له؟ جماعة اجتمعت على لقمان الحكيم فأقبل إليه، فقال له: ألست عبد بني فلان؟ فقال: نعم، فقال فما الذي بلغ بك ما أرى؟ فقال: صدق الحديث وأداء الأمانة وتركي ما لا يعنيني فانصرف عنه متعجباً وتركه ثم قال تعالى: { أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ } يعني حكماً من أحكام الله أن اشكر لله، ويقال: معناه ولقد آتينا لقمان الحكمة وقلنا له اشكر لله بما أعطاك من الحكمة { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } يعني ثواب الشكر لنفسه { وَمَن كَفَرَ } أي جحد فلا يوحد ربه { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ } عن خلقه وعن شكرهم { حَمِيدٌ } في فعاله { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ } قال مقاتل كان اسم ابنه أنعم { وَهُوَ يَعِظُهُ } ويقال: معناه قال لابنه واعظاً { يٰبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } يعني ذنب عظيم لا يغفر أبداً وكان ابنه وامرأته كافرين فما زال بهما حتى أسلما وقال مقاتل زعموا أنه كان ابن خالة أيوب وذكر القاسم بن عباد بإسناده عن عبد الله بن دينار أن لقمان قدم من سفر فلقيه غلامه قال: ما فعل أبي؟ قال: مات، فقال: ملكت أمري، قال: وما فعلت أمي؟ قال: قد ماتت قال: فذهب همي، قال: فما فعلت أختي؟ قال: ماتت فقال: سترت عورتي، قال: فما فعلت امرأتي؟ قال: قد ماتت فقال: جدد فراشي، قال: فما فعل أخي؟ قال: مات قال: انقطع ظهري، وفي رواية أخرى قال ما فعل أخي؟ قال مات فقال انكسر جناحي.

السابقالتالي
2 3 4