الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ }

قال عز وجل: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } يعني: واذكر يوم تقوم الساعة { يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعني: ييأس المشركون من كل خير ويقال أيسوا من إقامة الحجة، ويقال: يبلس المجرمون يعني: يندمون قال الزجاج: المبلس الساكت المنقطع الحجة الآيس من أن يهتدي إليها { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ } يعني: من الملائكة ومن الأصنام { وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } يعني: تبرأت الملائكة عليهم السلام منهم وتبرأت الأصنام عنهم ثم قال عز وجل: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } يعني: بعد الحساب يتفرقون فريق في الجنة وفريق في النار ثم أخبر عن مرجع كل فريق فقال { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } يعني: الذين صدقوا بالله ورسوله وأدوا الفرائض والسنن { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } قال مقاتل يعني: بستان يكرمون وينعمون وقال السدي يحبرون أي يفرحون ويكرمون وقال مجاهد يحبرون يعني: ينعمون وقال القتبي يحبرون يعني: يسرون وينعمون والحبرة والسرور ومنه يقال مع كل حبرة عبرة وقال الزجاج يحبرون يعني: يحسنون إليهم يقال للعالم حبر وللمداد حبر لأنه يحسن به الكتابة ويقال يحبرون أي يسمعون أصوات المغنيات قوله عز وجل: { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } يعني: بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } يعني: البعث بعد الموت { فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } يعني: مقرنين ويقال يجتمعون هم وآلهتهم.