الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }

{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرٰهِيمَ } يعني اختاره، ويقال: اختار دينه، وهو دين الإسلام، ويقال: قد اختاره لخمسة أشياء: أولها: أنه خلقه بأحسن صورة بقدرته، والثاني أنه علّمه الأَسماء كلها، والثالث: أنه أمر الملائكة أن يسجدوا له والرابع: أسكنه الجنة، والخامس جعله [أباً للبشر]. واختار نوحاً عليه السلام بخمسة أشياء: أولها: أنه جعله [أباً للبشر] لأن الناس كلهم غرقوا. فصارت ذريته هم الباقين، والثاني: أنه أطال عمره، ويقال: طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمرهُ وحَسُن عَمَلُهُ، والثالث أنه استجاب دعاءه على الكفار والمؤمنين والرابع: أنه حمله على السفينة، والخامس: أنه كان أول من نسخ الشرائع، وكان قبل ذلك لم يحرم [تزوج] الخالات والأخوات والعمات. واختار (آل) إبراهيم - عليه السلام - بخمسة أشياء: أولها: أنه جعله أبا الأنبياء، لأنه روي أنه خرج من [صلبه] ألف نبي من زمانه إلى [زمان] النبي - صلى الله عليه وسلم -، والثاني: أنه اتخذه خليلاً، والثالث: أنه أنجاه من النار، والرابع: أنه جعله للناس إماماً، والخامس: أنه ابتلاه [الله بخمس كلمات] بكلمات فوفقه حتى أتمَّهن. ثم قال: { وَآلَ عِمْرَانَ } قال مقاتل: يعني به [أبا] موسى وهارون وقال الكلبي: هو عمران أبو مريم، وهو من ولد سليمان النبي - عليه السلام - " فإنه أراد به آل موسى وهارون " ، إنما كان اختارهما " على العالمين " حيث بعث على قومه المن والسلوى، ولم يكن ذلك لأحد من الأنبياء في العالم، وإن أراد به أبا مريم، فإنه اصطفى آله يعني مريم بولادة عيسى - عليه السلام - بغير أب، ولم يكن ذلك لأحد في العالم. وقال الكلبي: يعني اختار هؤلاء الذين ذكروا في هذه الآية { عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، يعني عالمي زمانهم.