الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

قوله تعالى: { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَِنفُسِهِمْ } يعني لا يظن الكفار أن الذي نملي لهم ونمهلهم خير لهم ويقال: ما نعطيهم من المال والولد لا يظنن أن ذلك خير لهم في الآخرة، بل هو شر لهم في الآخرة { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي نعطي لهم المال والولد يهانون به من العذاب، ويقال: إنما نملي لهم أي بما أصابوا من الظفر يوم أُحد لم يكن ذلك خيراً لأنفسهم وإنما كان ليزدادوا عقوبة. ويقال: إنما نملي لهم ونؤخر العذاب عنهم ليزدادوا إثماً، أي جرأة على المعاصي، وإنما كان ذلك مجازاة لكفرهم وخبث نياتهم. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ما من بر (وفاجر) إلا والموت خير له، لأنه إن كان براً، فقد قال الله تعالى:وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } [آل عمران: 198] وإن كان فاجراً، فقد قال الله تعالى: { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً }. قرأ ابن عامر وعاصم " لا يحسبن " بالياء ونصب السين، قرأ الباقون بالتاء وكسر السين، وكذلك الذي بعد هذا.