الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } * { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

ثم قال تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني اليهود، ويقال جميع الكفار { لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ } كثرة { أَمْوٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلـٰدُهُم مّنَ ٱللَّهِ } [شيئاً] يعني من عذاب الله { شَيْئاً } في الدنيا إذا نزل بهم شدة أو مرض، ولا في الآخرة عند نزول العذاب. ويقال: كل ما لم ينفق في طاعة الله، فهو حسرة له يوم القيامة، ويقال: إنما ذكر الأموال والأولاد [لأن أكثر الناس يدخلون النار لأجل الأموال والأولاد]. فأخبر الله تعالى: [أنه لا ينفعهم] في الآخرة لكيلا يفني الناس أعمارهم لأجل المال والولد وإنما ذكر الله تعالى الكفار، لكي يعتبر بذلك المؤمنون. ثم قال تعالى: { وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } أي حطب النار. قرأ بعضهم " وُقُودُ النار " بضم الواو يعني: [إيقاد] النار كما قال في آية أخركُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا } [النساء: 56] قالوا: معناه إذا أرادت النار أن تنطفيء بدلهم الله جلوداً [غيرها] لتتقد النار. { كَدَأْبِ ءالِ فِرْعَوْنَ } يعني [أن] صنيع الكفار معك كصنيع آل فرعون مع موسى. وقال مقاتل: كأشباه آل فرعون بالتكذيب بالعذاب في الدنيا، ويقال: إهلاك الله إياهم بالقتل، كإهلاك آل فرعون بالغرق، ويقال: تعاونُهم وتظاهرهم فيما بينهم عليك، كتظاهُر آل فرعون على موسى { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي قبل آل فرعون مثل قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط { كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا } أي بدلائلنا وعجائبنا. ويقال: بكتبي ورسلي كما كذبك قومك يا محمد { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } أي أهلكهم وعاقبهم بشركهم { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [للكافرين].