الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } * { وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } * { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } * { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

قوله عز وجل: { ٱتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ } يعني اقرأ عليهم ما أنزل إليك { مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ } يعني من القرآن، ويقال: هو أمر بتلاوة القرآن يعني اقرؤوا القرآن واعملوا بما فيه { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } يعني وأتم الصلاة { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } يعني ما دام العبد يصلي لله عز وجل انتهى عن الفحشاء والمنكر والمعاصي، ويقال: وأقم الصلاة يعني وأدِّ الصلاة الفريضة في مواقيتها بركوعها وسجودها والتضرع بعدها إن الصلاة تنهى عن الفحشاء يعني إذا صلى العبد لله صلاة خاشع يمنعه من المعاصي لأنه يرق قلبه فلا يميل إلى المعاصي وروى أبو أمامة الباهلي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من لم تنهه صلاتة عن الفحشاء والمنكر لم تزده صلاته عند الله إلا مقتاً " وروي عن الحسن البصري رحمه الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " من لم تنهه صلاته عن فحشاء ولا منكر لم يزدد بها من الله إلا بعداً " وقال الحسن: إذا لم تنته بصلاتك عن الفحشاء فلست بمصلي ثم قال { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } يعني أفضل من سائر العبادات وروي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال قراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من صلاة لا يكون فيها كثير القراءة ثم قرأ هذه الآية { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } قال مقاتل: ولذكر الله إياك أفضل من ذكرك إياه بالصلاة وقال الكلبي يقول ذكره إياكم بالخير أكبر من ذكركم إياه والله يذكر من ذكره بالخير قال أبو الليث رحمه الله حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا الماسرجسي قال حدثنا إسحاق قال حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن ربيعة قال سألني ابن عباس عن قوله { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } فقلت هو التسبيح والتهليل والتقديس فقال: لقد قلت شيئاً عجيباً وإنما هو ذكر الله العباد أكثر من ذكر العباد إياه وقال قتادة: ولذكر الله أكبر أي ليس شيء أفضل من ذكر الله. وسئل سلمان الفارسي أي العمل أفضل قال ذكر الله ويقال ذكر الله أفضل من الاشتغال بغيره، ويقال: ذكر الله حين كتبكم في اللوح المحفوظ من المسلمين أفضل، ويقال ذكر الله عز وجل لك بالمغفرة أفضل من ذكرك إياه، وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه ومن ذكره في ملأ ذكره الله عز وجل في ملأ أكبر من الملأ الذي ذكره فيهم وأطيب ومن تقرب من الله شبراً تقرب الله منه ذراعاً يعني بإجابته وتوفيقه ورحمته ومن تقرب إلى الله تعالى ذراعاً تقرب الله منه باعاً، ومن أتى الله ماشياً أتاه هرولة "

السابقالتالي
2