الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

قوله عز وجل: { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلّ أُمَّةٍ فَوْجاً } يعني: نوجب عليهم العذاب في يوم نحصر من كل أمة فوجاً يعني من أهل كل دين جماعة ويقال: يوم نحشر يعني: نجمع من كل أمة فوجاً يعني: جماعة { مّمَّن يُكَذّبُ بِـئَايَـٰتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } يعني: يحبس أولهم لآخرهم: يجتمعوا { حَتَّىٰ إِذَا جَاءوا } يعني: اجتمعوا للحشر { قَالَ أَكَذَّبْتُم بِـئَايَـٰتِى } يعني: قال الله تعالى لهم: أكذبتم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن اللفظ لفظ الإستفهام والمراد به التقرير يعني: قد كذبتم بآياتنا { وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } اللفظ لفظ النفي والمراد به المناقشة في الحساب يعني: كذبتم كأنكم لم تعلموا ويقال: لم تعرفوها حق معرفتها ثم قال: { أَمَّاذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } اللفظ لفظ السؤال والمراد به التوبيخ ومعناه ماذا كنتم تعملون. أن تؤمنوا بالكتاب والرسل يعني أي عمل منعكم من ذلك { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } يعني: نزل عليهم العذاب ووجب عليهم { بِمَا ظَلَمُواْ } يعني: بما أشركوا { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } يعني: لا يمكنهم أن يتكلموا من الهيبة لما ظهر لهم من المعاينة ولما تحيروا في ذلك ثم وعظ كفار مكة فقال: { أَلَمْ يَرَوْاْ } يعني: ألم يعتبروا. { أَنَّا جَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ والنَّهَارَ مُبْصِراً } يعني: مضيئاً وأضاف الفعل إلى النهار لأن الكلام يخرج مخرج الفاعل إذا كان هو سبباً للفعل كما قال:بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَار } [سبأ: 33] { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } أي: فيما ذكر من الليل والنهار لعبرات لقوم يصدقون بتوحيد الله تعالى.